الموضوع: طلب بيان

النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. افتراضي طلب بيان

    السلام على الاخوة الكرام ورحمة الله وبركاته وعظيم نعيم رضوانه.
    من فضلكم اريد البيان الخاص بعصمة الرسل اصحاب الشريعة من القتل.
    وشكرا مسبقا

  2. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وعظيم نعيم رضوانه اليك اخي في الله
    اقتباس من احد البيانات
    (( ويا معشر الشيعة الاثني عشر إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّه لا معصومٌ من الخطأ كافة رسل الله بالكتاب ولا المهديّ المنتظَر الذي آتاه الله علم الكتاب، ولكني أشهدُ لله إنّما العصمة للرسل هي من النّاس؛ أي أنّ رسل الكتابِ معصومون من النّاس ليعلم أنّهم أبلغوا رسالة ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    فانظر للحكمة من تكليف الحرس الملائكي لرسل ربّهم: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ ربّهم وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كلّ شَيْءٍ عَدَداً} صدق الله العظيم [الجن].

    ولا ولن تجد في الكتاب أنّ أُمّةً قط قتلوا رسول ربّهم من الذين تتنزل عليهم الرسالات السماوية جميعاً نظراً لأنهم معصومون من ربّهم، وإن همت أُمّةٌ بقتل رسول ربّهم يصرف الله عنه مكرهم أو يأخذهم أخذ عزيز مُقتدرٍ وعَصَمَ رُسلَه منهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كلّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} صدق الله العظيم [غافر:5].

    وذلك ما أعلمه من عصمة الرسل أنّهم معصومون من النّاس. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس} صدق الله العظيم، ولا أقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حُكم الكتاب بل الذين تتنزّل عليهم رسالات ربّهم فكذلك يعصمهم من الافتراء على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً(73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75)} صدق الله العظيم [الإسراء]. ))
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=141012
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 54388 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..




    - 2 -
    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54387

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 09 - 1433 هـ
    03 - 08 - 2012 مـ
    11:45 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    فريق الأنبياء الرسل معصومون من القتل، وفريق الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم لم يعدهم بالعصمة من القتل فمنهم من يقتل ..

    اقتباس المشاركة : من الظلام الى النور
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعليك يا إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني يا صاحب علم الكتاب وعلى جميع الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    يا حبيب قلوب أنصارك، لقد أشكل علي فهم هذه الأيات التالية لأن ظاهرها أن مِن رُسل الله من كُـذّب ومنهم من قـُتل - فهل تبيّن لنا البيان الحق لها:
    قال تعالى:
    { ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } صدق الله العظيم

    { الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين } صدق الله العظيم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من من الظلام الى النور


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء الرسل المُنَزَّلُ عليهم الكتاب، والأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعِلْمَ الكتاب لا نفرق بين أنبيائه ورسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:155]. فلو تعتقدون أنه يقصد الأنبياء الرسل لجعلتم تناقضاً في كتاب الله بين هذه الفتوى وبين فتوى الله بحماية الأنبياء الرسل في قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    كون فتوى الله في هذه الآية يفتي بأنّه كلف حرساً ملائكياً بحماية الرسل من القتل كونهم موكلين بتبليغ رسالة أُنزلت عليهم، وجميع الأمم همّوا بقتل رسلهم وحال الله بينهم وبين قتل الرسل المُنَزَّلِ عليهم الكتاب، فمكر بأعداء رسله. وقال الله تعالى:
    {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(6)} صدق الله العظيم. فتدبر في قول الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم.

    والهمُّ هو: ليس الفعل المعروف لغةً، وإنما همَّت كل أمّة أن يقتلوا رسول ربهم وحال الله بينهم وبين رسوله فلم يقتلوه.
    مثال رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَ‌هْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿٤٨﴾ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٤٩﴾ وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    كونهم همُّوا بقتل رسول الله صالح وأولاده وزوجته في ظلمات الليل، ومن ثم يقولون لولي دمِّه: ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون، وحال الله بينهم وبين قتل رسوله. وقال الله تعالى:
    {وَمَكَرُ‌وا مَكْرً‌ا وَمَكَرْ‌نَا مَكْرً‌ا وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٠﴾ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِ‌هِمْ أَنَّا دَمَّرْ‌نَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥١﴾ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥٢﴾ وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم. ونجد أنهم همُّوا برسول ربهم ولكنّ من الأمّة من يصرف اللهُ عن رسوله كيدَهم، وآخرين يَحُولُ بينهم وبينَه صاعقة العذاب. ولذلك قال الله تعالى: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    وأُلْقيَ السؤال عن الأنبياء المقصودين في قول الله تعالى. ونقول إنَّ الله لا يقصد الأنبياء الرسل الذين يتنزل عليهم الكتاب بل يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحُكم وعلم الكتاب، كمثل نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام، فهو ليس من الأنبياء الرسل بل من الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب. وقال الله تعالى:
    {يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:12]. ألا وإن نبي الله يحيى من الأنبياء الذين قتله الفاسقون من بني إسرائيل. ولذلك قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} صدق الله العظيم [النساء:155].

    وتبيّن لكم أنه يقصد الأنبياء الذين يؤتيهم الله حكم الكتاب فمنهم من يقتل، وأما الرسل فلا رسول واحد مات مقتولاً كونهم مكلفين بتبليغ رسالة مُنَزَّلَةٍ عليهم، ولذلك يحول الله بين قومهم ورسله فلا يقتلونهم برغم أن كل أمّة همّت بقتل رسول ربها. وقال الله تعالى:
    {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)} صدق الله العظيم [غافر].

    فهل فَهمْتَ يا قرة العين؟ وإنما كنت أريده فخاً لغير الأنصار ليهرع قوم آخرون ليدحضوا فتواي بعدم قتل الرسل، ومن ثم يقولون: بل من الرسل من يقتل. ومن ثم يأتون بالآية التي تفتي بقتل بعض الأنبياء.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 54272 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..


    -1-
    [لمتابعة رابط المشارکة الأصلیة للبیان]

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=54269

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 09 - 1433 هـ
    02 - 08 - 2012 مـ
    09:12 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ على السائل الذي يريد أن يحصر علم الغيب على الأنبياء من دون الأئمة الصالحين الذين يؤتيهم الله علم الكتاب ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    قال الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وفي هذه الآية يتكلم عن الكتاب المُنزّل على الرسل والأنبياءِ وليس عن الأنبياء والأئمة الذين يؤتيهم الله علم الكتاب؛ بل يتكلم عن الرسالة المنزّلة التي أنزلها على رسله وكلّف الله ملائكته بحراستها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وتخصُّ هذه الآية الرسل الذين يتنزّل عليهم الكتابَ، كونكم لن تجدوا قط أنّه تمّ قتل أيّ رسولٍ كونه مكلف بتبليغ رسالةٍ منزّلةٍ عليه، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم

    وأولئك جاءت الرسالة من الربّ عن طريقهم وفي رسالتهم من علوم الغيب، ولا يحيط اللهُ الرسلَ بكافة ما في رسالتهم من علوم الغيب، وأما الأنبياء والأئمة فهم الذين آتاهم الله الحُكْمَ وعِلْمَ الكتاب، ويعلمون ما يشاء الله من علوم الغيب في محكم الكتاب ومتشابهه.

    ولربّما يودّ أن يقول السائل: "ولكنّ الرسل وحدهم فقط الذين أطلعَهم الله على علوم الغيب ولا يَطَّلِع عليه أحدٌ غير الرسل، ألم يقل الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ} صدق الله العظيم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنما يتكلم عن الكتاب المُنزَّل عليهم بأنه لن يأتي بالكتاب الحقّ إلا من كان رسول مصطفًى من ربه، وما تنزلت به الشياطين.

    ومن ثم يقاطعني السائل مرةً أخرى فيقول: "لا تراوغ يا ناصر محمد، فقد أثبتنا أنَّ علوم الغيب لا يُظهرها الله إلا على رسله المصطفين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ} صدق الله العظيم، أليس ذلك برهاناً مبيناً أنَّ علم الغيب محصورٌ على الرسل فقط يحيطهم الله به وحدهم من دون الصالحين؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما يقصد رسالة الكتاب المنزّل وفيه من علوم الغيب، ولم يجعل الله علوم الغيب في الرسالة المنزّلة محصورة على الرسول الذي جاء بها؛ بل وكذلك الذين يؤتيهم الله علم ذلك الكتاب المنزّل؛ بل من علوم الغيب ما هو مُحْكمٌ بَيِّنٌ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين حتى السائل يحيط به برغم أنه من علوم الغيب.

    وربما السائل يودّ أن يقول: "يا ناصر محمد، إني لا أعلم من علوم الغيب شيئاً فلستُ رسولاً كون الله لا يحيط بعلوم الغيب إلا الرسل". ومن ثم أقيمُ على السائل الحجّة بالحقّ من محكم علوم الغيب البيِّن لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في قول الله تعالى:
    {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿١﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [المسد]. فهذه من علوم الغيب في محكم القرآن العظيم آيةٌ بيِّنةٌ لكافة الكفار والمسلمين في عصر تنزيل القرآن وأبو لهبٍ حيٌ يرزق، وفعلاً قُتِلَ أبو لهب في غزوة أحد وأُدْخِلَ ناراً ذات لهب. والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الآية تحمل من علوم الغيب المستقبليَّة وقد عَلِمَ بها أنا وأنت وجميع المسلمين؟ وهنا يتبيّن لك أن الله يقصد علوم الغيب في رسالة الكتاب، وهل جاء بالرسالة من الله غير رسله؟ ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وتبيّن للسائل أنّ الله يقصد رسالة الكتاب الحقّ المنزلة من عند الله. وهل جاء برسالة الكتاب غير الرسل؟ وفي رسالة الرسول كثير من علوم الغيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾ إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا ﴿٢٧﴾ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ألا وإنَّ في رسالة النّبيّ المرسَل من علوم الغيب ما يعلم بها النّبيّ وقومُه، وليست علوم الغيب محصورةً على النّبيّ من دون قومه. وقال الله تعالى:
    {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ} صدق الله العظيم [هود:49].

    فلا تحرّفوا كلام الله عن مواضعه، ولا تحصروا العلم على الأنبياء من دون الصالحين حتى لا تبالغوا في أنبياء الله فتشركوا بالله، إني لكم ناصحٌ أمينٌ. وقال الله تعالى:
    {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يوسف:76]. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    ولربما يودّ السائل أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد، ولكنك لم تفتني مَنْ ذلك العبد من عباد الله الصالحين الذي تعلّم منه العِلمَ نبيُّ الله موسى عليهم الصلاة والسلام؟ " ومن ثم نقول له: يا رجل إذا كان الله كتم اسمه عن نبيّ الله موسى فكيف يخبرك به أنت؟! سواء كنتُ أعلمُه أم لا أعلمه فلا يحقِّ لي أن أكشف لك شأنه حتى لا يدعوه من دون الله المبالغون في عباد الله المقربين من الذين قال الله عنهم:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    أولئك ما قدروا الله حقّ قدره فبمجرد ما يعلمون بعبدٍ من عبيد الله المقربين إلا وتوسلوا به إلى الله وطلبوا منه الدعاء أن يدعوَ لهم اللهَ وذلك من الشرك، إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ. فلا تجعلوا بينكم وبين الله وسيطٌ في الدعاء، فذلك شركٌ والشرك ظلمٌ عظيمٌ؛ بل ادعوا الله مباشرةً مخلصين له الدين في الدعاء يجِبكم حتى ولو كنتم كافرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴿٢٢فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [يونس].

    ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ الذين تقوم عليهم الساعة يدعون الله مخلصين من غير شركٍ في دعائهم لأجابهم ربّهم وكشف عنهمُ عذاب الساعة إلى حينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَ‌أَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. فاتقوا الله وأطيعونِ تهتدوا إلى صراطٍ مستقيم، وذروا المبالغة في الأنبياء والمهديّ المنتظَر وإنما نحنُ عبيدٌ لله مثلكم ولكم من الحقّ في الربّ المعبود ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، كوننا عبيد لله مثلكم ولسنا أولادَ الله -سبحانه وتعالى علواً كبيراً- حتى نكون أحقّ بذات الله منكم؛ بل الله الربّ المعبود وما في السماوات والأرض عبيدٌ متنافسون إلى ربهم أيُّهم أحبُّ وأقربُ، ولم يفضّلوا بعضهم بعضاً إلى ذات الربّ كونهم لا يشركون بالله شيئاً، ولذلك تجدونهم متنافسين في حبِّ الله وقربه فيبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. وأما المشركون فإن قال لهم الإمام المهديّ: إنَّ الأعمال لم يُغلق بابُها وليس للإنسان إلا ما سعى في هذه الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} صدق الله العظيم [النجم].

    فهيا تنافسوا مع العبيد في الملكوت إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب. لقال جميع المسلمين إلا من رحم ربي: "ماذا تقول يا ناصر محمد؟ فهل تريدنا أن ننافس الأنبياء والرسل في حبّ الله وقربه!". فيقول النصارى: "بل المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم أولى بأقرب درجة في حب الله وقربه كونه ابن الله". سبحانه وتعالى عمَّا يشركون! وأما المسلمون فسوف يقولون: "ماذا تقول يا ناصر محمد؟ بل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الأولى بأقرب درجة في حبّ الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكني الإمام المهديّ الحقّ أقول لكافة أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في العالمين:
    أقسم بالله العظيم أن من يعتقد منكم يا معشر الأنصار أنه لا يحقّ له أن ينافس خليفة الله المهديّ في حبّ الله وقربه أنّه قد أشرك بالله العظيم، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولكن كونوا ربّانيين تعبدون الله وحده لا شريك له، وتنافسوا مع العبيد إلى الربّ المعبود، وما ينبغي لي أن أدعوكم إلى غير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ۞ اقتــباس ۞ :

    من بيان بعنوان : معنى العصمة ..

    -----------
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - ذو القعدة - 1430 هـ
    02 - 11 - 2009 مـ
    07:53 مساءً
    _____________
    معنى العِصمـــــة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أيها الصافي، فما كنت بعهد الله وافي، وسوف أفتيك لماذا كان ردّ المهديّ المنتظَر عليك جافي بالبيان الكافي ولم أستخدم معكم الحكمة بالدعوة إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة، وذلك لأنّي لا أُخاطب كافرين بل نُخاطب قوماً مسلمين يزعمون أنهم مؤمنون بالقرآن العظيم وصار للمهديّ خمس حُججٍ وهو يُحاجهم بالقرآن العظيم ويدعوهم للاحتكام إليه لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فإذا الشيعة يريدون مهدياً منتظراً يأتي مصدقاً مُتّبعاً لكتاب (بحار الأنوار) فيُحاجّ البشر من كتاب بحار الأنوار فيؤيّد الشيعة الاثني عشر على ما هم عليه فيتّبع أهواءهم ثم يتخذونه خليلاً إن اتّبع أهواءهم، وكذلك أهل السُّنة والجماعة يريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتّبعاً لصحيح البخاري ومسلم فيُحاجّ البشر من صحيح البخاري ومُسلم، وجميعكم سُنّة وشيعة معرِضون عن كتاب الله القرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف حُجّة على محمدٍ عبده ورسوله لو لم يبُلّغ به وحُجّة الله على قومه من بعد التبليغ ليبلغوا به النّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أيّها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاس} صدق الله العظيم [المائدة:
    -----------

    ۞ عنوان البيــــان ۞

    معنى العصمة ..

    ۞ تاريخ اصدار البيان ۞

    02-11-2009 م الموافق 14-ذو القعدة-1430 هـ

    بقلم : الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ۞ رابط مصدر البيان ۞

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=141010

  4. افتراضي

    اقتباس :
    ولكنّكم يا معشر الشيعة تريدون أن تُبالغوا في رسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ بأنّهم معصومون عن الخطأ عصمةً مُطلقةً ولكنّهم معصومون من الافتراء على الله، وأمّا الخطأ فلم يعصمهم الله بالعصمة المُطلقة عن الخطأ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فهو الوحيد لا إله غيره المُنزَّه عن الخطأ، فما خطبكم تجعلون لله أنداداً أفلا تتقون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    مصدر البيان
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?1680

  5. افتراضي

    شكرا لكم ايها الاخوة على تنزيل البيان

  6. افتراضي

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - ربيعٍ الآخر - 1431 هـ
    24 - 03 - 2010 مـ
    01:00 صباحًا
    اقتباس المشاركة :
    وقال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم. والتشابه بالضبط وقع في قول الله تعالى: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشّيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة وإنهم لخاطئون بقولهم على الله ما لا يعلمون، بل يقصد ظُلم الشرك بقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:124]، فمن يزعم أنه يقصد ظلم الخطيئة فسوف تكون له آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لَبِالمرصاد في قوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.

    وفعلًا تجدون أنّ من المُرسلين من أخطأ وظلم نفسه بارتكاب الخطيئة {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، إذًا يا قوم إنه لا يقصد ظلم الخطيئة بل يقصد ظلم الشرك في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان:13].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=5102



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5102 من موضوع رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني ) العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيــنُ ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - ربيعٍ الآخر - 1431 هـ
    24 - 03 - 2010 مـ
    01:00 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    _________



    يا مَعشَر الأنصَار، ارْفقوا بالبَاحثِ عن الحقّ أبي فِراس مِن خِيار النَّاسِ ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على كافة الأنبياء والمُرسلين الحقّ من ربّ العالمين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المُسلمين الإمام الناصر لهم أجمعين..

    ويا أحباب قلبي في حبّ ربّي الأنصار السَّابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ارفقوا بضيفكم أبي فراس ونرجو من الله أن يجعله من خيار النَّاس، وخيار النَّاس هم الأخيار الذين يبحثون عن الحقّ المقنع للعقل والمنطق بالحجّة الداحضة ومن ثمّ يتّبعونه وأولئك هم أولو الألباب ومن خيار الدّوابّ الذين يعقلون، وأمّا أشرّ الدّواب فهم الذين لا يعقلون ولم يهدِهم الله لأنهم لا خير فيهم لأنفسهم ولا لأمّتهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ويا أبا فراس، كُن من خيار النَّاس، ألا وإنّ خيار النَّاس هم الذين يعقلون؛ أولئك فيهم الخير لأنفسهم ولأمّتهم، وأمّا أشرّ النَّاس فهم أشرّ النَّاس لأنهم لا يعقلون ولذلك لا خير فيهم. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ويا أبا فراس وسوف نزيدك بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} صدق الله العظيم. فتدبّروا في قول الله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد بقوله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ} صدق الله العظيم. فهل يقصد ذات أنفسهم أم أنه يقصد لا يُخرج بعضُكم بعضًا من ديارهم؟ ولكنهم خالفوا أمر الله إليهم، ولذلك قال الله تعالى: {ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} صدق الله العظيم.

    ويا قوم إن هذه من المُحكمات البيّنات أستطيع أن أُبيّن من خلالها بيان المُتشابه فأُثبت من خلالها أنه يقصد بقوله أنفسكم في المتشابه أيْ بعضكم بعضًا، وبما أن هذه الآية من المُحكمات يتبيّن لكم أنّ الإمام المهديّ لا ينطق إلّا بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فتدبّروا هذه الآية وسوف تعلمون أنه حقًا يقصد في موضع بقوله:
    {أَنْفُسَكُمْ} أيْ بعضكم بعضًا. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٨٤﴾ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا أبا فراس ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أفلا أدلّكم ما تفعلون إن شئتم أن لا تقولوا على الله بالبيان للقرآن إلّا الحقّ؟ فإنّ الأمر بسيطٌ وسهلٌ لمن بصّره الله بالحقّ، وأضرب لك على ذلك مثلًا عن سبب ضلال الشّيعة في عقيدة العصمة المطلقة عن الخطأ للأنبياء والمُرسلين والأئمّة المصطفين حتى بالغوا فيهم بغير الحقّ وتسبَّب ذلك في شرك المبالغين في آل البيت بغير الحقّ، وسبب ضلالهم هي كلمة الظالمين المتشابهة في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وكلمة التشابه في هذه الآية جاءت في قول الله تعالى: {قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، والتشابه بالضبط هو في كلمة {الظَّالِمِينَ}، فظنَّ الشّيعة أنه يقصد الظالمين بالخطيئة، وعلى ذلك تأسَّست عقيدتهم في عِصمة الرُسل والأئمة من الخطيئة، وقالوا: إنه لا ينبغي لمن اصطفاه الله رسولًا أو إمامًا كريمًا أن يخطئ أبدًا! ومن ثمّ ترى الشّيعة يحاجّون بهذا البرهان في مُتشابه القرآن في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ قالت الشّيعة: "إذًا الأئمة والرُسل معصومون من الخطأ في الحياة الدنيا إلى يوم الدين"! ويا سبحان ربّي الذي هو الوحيد الذي لم يخطئ أبدًا! ولكن يا أبا فراس، لو تنظرون إلى برهان الشّيعة على عُصمة الأنبياء والأئمة بقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فهنا يكون الباحث عن الحقّ في حيرةٍ، ولكن الإمام المهديّ سيُذهب حيرتَه ثمّ يُفصِّل له الحقَّ من ربّه تفصيلًا.

    ويا أبا فراس؛ تعالوا لأعلمكم كيف تستطيعون أن تميّزوا بين الآية المحكمة والآية المتشابهة حتى تعلموا علم اليقين هل في هذه الآية تشابهٌ أم إنها من الآيات المحكمات؟ فالأمر بسيطٌ جدًا يا أبا فراس لمن علّمه الله فألهمه بالحقّ فحتى تعلموا هل برهان الشّيعة في هذه الآية هو من المتشابه أم إنها محكَمة، فعليك أن ترجع إلى الآيات المُحكمات البيّنات في كتاب الله فإن وجدت رسولًا أو إمامًا ظلم نفسه ظُلمًا واضحًا وبيِّنًا في محكم الكتاب لا شكَّ ولا ريبَ فعند ذلك تعلم أنه يوجد هناك تشابهٌ في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه هو في قول الله تعالى: {الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    فتعالوا إلى التطبيق للتصديق، ونقوم بالبحث سويًا في القرآن العظيم؛ هل قَطُّ أخطأ أحد الأنبياء والمُرسلين فظلم نفسه؟ ومن ثمّ تجدون الفتوى من ربّ العالمين على لسان نبيّ الله يونس: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    وكذلك تجدون الفتوى في قول نبيّ الله موسى عليه الصَّلاة والسَّلام فتعلمون خطيئته واعترافه بظلمه لنفسه بقتل نفسٍ بغير الحقّ، ولكن نبيَّ الله موسى تابَ وأنابَ إلى ربّه، وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص]، ومن ثمّ تخرجون بنتيجةٍ أن المرسلين ليسوا بمعصومين من ظلم الخطيئة، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    وهذه آياتٌ مُحكماتٌ بيّناتٌ لعالِمكم وجاهلكم ولم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل نظرًا لأن ظاهرهنّ كباطنهنّ يفتيكم الله أنّ عباد الله المصطفين من الأنبياء والمُرسلين والأئمة المُكرمين لم يجعلهم الله معصومين من ظلم الخطيئة وربّي غفارٌ لمن تاب وأناب، ولكنّكم يا أبا فراس حين ترجعون لقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم؛ ستجدون وكأن في الكلام تناقضًا، سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا أن يتناقض في كلمةٍ واحدةٍ! بل ذلك هو الكلام المُتشابه تجدونه يخالف للمحكم فتجدون منه العكس تماماً حين تضعون آيةً محكمةً وأخرى متشابهةً كما يلي: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾}، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص]، حتى إذا جئتم لظاهر المُتشابه فسوف تجدون ظاهره اختلف عن فتوى الله في الآيات المحكمات وكأنّه قال إنّه لن يصطفي مَن ظلم نفسه قطّ. وقال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم. والتشابه بالضبط وقع في قول الله تعالى: {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشّيعة أنه يقصد ظُلم الخطيئة وإنهم لخاطئون بقولهم على الله ما لا يعلمون، بل يقصد ظُلم الشرك بقول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:124]، فمن يزعم أنه يقصد ظلم الخطيئة فسوف تكون له آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لَبِالمرصاد في قوله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.

    وفعلًا تجدون أنّ من المُرسلين من أخطأ وظلم نفسه بارتكاب الخطيئة {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، إذًا يا قوم إنه لا يقصد ظلم الخطيئة بل يقصد ظلم الشرك في قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان:13].

    ولا بدّ لكم أن تفرّقوا بين ظلم الشرك وظلم الخطيئة فليس من أخطأ أنه أشرك بالله، فهل تجدون نبيّ الله موسى كان مشركًا بقتله نفساً بغير الحقّ؟ كلا بل ذلك هو ظلم الخطيئة، ومن تاب وأناب فسيجد ربّي غفورًا رحيمًا، وأما الشرك فمحلُّه القلب والإخلاص لله محلُّه في القلب. وقال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء]، أيْ قلب سليم من الشرك بالله، تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، فأولئك يصطفي منهم الأنبياء والرسل والأئمة لكي يحذِّرون الناس من الشرك بالله، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان:13].

    ولذلك؛ فهل ترون ناصر محمد اليمانيّ من المشركين بالله؟ وحاشا لله ربّ العالمين، وكفى بالله شهيدًا بيني وبينكم بالحقّ، وبذلك تستطيعون أن تفرِّقوا بين الآيات المُحكمات وبين المُتشابهات.

    وبما أنني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم آتاني الله عِلم المحكم وتأويل المتشابه وأفصِّل لكم كتاب الله تفصيلًا لعلكم تهتدون، فمن ذا الذي يجادلني من القرآن العظيم سواء مُحكمه أو متشابهه إلّا غلبته بالحقّ حتى لا يجد الذين يتّبعون الحقّ في صدورهم حرجًا من الاعتراف بالحقّ ويسلِّموا تسليمًا، فأولئك فيهم خيرٌ لأنفسهم ولأمّتهم وهم
    صفوة البشريّة وخير البريّة، وأمّا الذين تأخذهم العزّة بالإثم ولم يعترفوا بالحقّ من بعد ما تبيّن لهم أن ناصر محمد اليمانيّ ينطق بالحقّ لا شكَّ ولا ريبَ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن ثمّ يشهدون أنه حقاً المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فيتّبعونه ليهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وثَمَّةَ سؤالٌ من المهديّ المنتظَر إلى الباحثين عن الحقّ، فهل لو أنّ هذا القرآن العظيم افتراه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن صدّقناه واتّبعناه لأننا نرى أنه حقًا من ربّ العالمين أقرَّته عقولنا واطمأنَّت إليه قلوبنا، فهل يا ترى لو كان مفترىً على الله ونحن اتّبعناه؛ فهل سوف يحاسبنا الله على اتّباعه؟ والجواب: كلا؛ بل يُحاسب الله الذي قال أنه أوحي إليه من ربّ العالمين وهو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، وذلك لأن ليس المطلوب من الدّاعية إلّا أن يحاجّ النَّاس بعلمٍ من عند الله يقبله العقل والمنطق، فإذا أقام عليكم الحُجّة بالبيّنات من ربّكم الذي يقبلها العقل والمنطق فاتّبعوه وإن كان مُفترِيًا فعليه كذبه، وقال الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].

    إذًا يا قوم؛ إن يكُ ناصر محمد اليمانيّ كاذبًا وليس المهديّ المنتظَر وأنتم اتّبعتموه فعليه كذبه ولن يحاسبكم الله على ذلك شيئًا وذلك لأنكم إنما صدقتم بالحقّ واتّبعتموه كونه يُحاجّكم بآياتٍ بيّناتٍ من ربّكم؛ بل يأتي بها من محكم القرآن العظيم، فلِمَ الشك في الحقّ يا قوم؟ فوالله الذي لا إله غيره إنّ المُبصرين منكم يرون أنه البيان الحقّ للقرآن العظيم لا شكَّ ولا ريب، وأما الذين يكون عليهم عمىً فليتّقوا الله ويرجعوا إلى أنفسهم؛ هل جاءوا ليصدّوا عن دعوة ناصر محمد اليمانيّ كونهم مقتنعين بما بين أيديهم من العلم من الروايات والأحاديث مهما كانت مخالفةً لمحكم القرآن العظيم ويقولون: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} [سورة آل عمران:7]، ومن ثُمّ يستمسكون بما خالف لمحكم القرآن العربيّ المبين؟ أولئك يكون عليهم عمىً ولن يهتدوا أبدًا حتى يروا عذاب يومٍ عقيمٍ.

    ويا أمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام؛ أقسمُ بالله المستوي على العرش العظيم أني لا أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ إلّا لأنّي أعلم عِلم اليقين أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ولعنة الله على الكاذبين المُفترين ما ليس لهم بحقّ، أفلا تتقون؟

    ويا علماء أمّة الإسلام لقد أصبح وضعكم خطيرًا، ويا أمّة الإسلام أنصحكم بالفرار وعلماءكم إلى الله جميعًا فتجأرون إليه وتقولون:
    يا حيّ يا قيوم إنك تعلم كم ينتظر الأمم لبعث الإمام المهديّ المنتظَر جيلًا بعد جيلٍ، فإن كان ناصر محمد اليمانيّ هو حقًا المهديّ المنتظَر قد بعثته في أمّتنا وجيلنا ربّنا فأوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا ببعث فضل الله العظيم ورحمته للأمم خليفة الله الإمام المهديّ إمام الأنبياء من أصحاب الكهف وإمام رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران وسلّم تسليمًا - الإمام ناصر محمد اليمانيّ.

    أليس ذلك فضلٌ عظيم؟ ويا قوم لو تعلمون ما أعظم التَّكريم للمهديّ المنتظَر من ربّه الله العلي العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    ونظراً لأن الإمام المهديّ لم يهتمّ بالآخرة والأولى؛ بل اهتم أن يكون الله هو راضيًا في نفسه لدرجة أن الله لو يؤتيه ملكوت الآخرة والأولى تعويضًا له عن تحقيق النعيم الأعظم لحزِن أعظم حزنٍ قد حزنه مخلوقٌ في الوجود كُلّه وبكى بُكاءً كثيرًا؛ بل وسوف يدعو ثبورًا كثيرًا أعظم من دعاء الثبور من فرعون والشيطان الرَّجيم، ويقول: لمَ خلقتني يا إلهي؟ فهل خلقتني لكي تؤتيني ملكوت الدنيا والآخرة؟ ومن ثمّ يأتي الردّ من ربّ العالمين في محكم الكتاب: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات]، ثُمّ يقول الإمام المهديّ: فهل الحقّ أن نتخذ رضوان نفسك ربّي وسيلةً للفوز بالآخرة والأولى؟ ومن ثمّ يأتي الردّ من ربّ العالمين في محكم كتابه: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    وفي ذلك سرّ المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تُحيطون بسرّه، ذلك فضل الله ورحمته على خلقه أجمعين ولم يزِده هذا التفضيل إلّا تواضعًا وذلًّا وعَبَدَ الله كما ينبغي أن يعبد ولم يقُل للنَّاس اعبدوني من دون الله وأعوذُ بربّي الذي يحول بيني وبين قلبي أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل أدعو النَّاس إلى عبادة ما أعبد فيكونون ربّانيين يعبدون الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين لدرجة أنه يُفتيهم أن لا يتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر، فهل يمكن أن يشتري الإنسان درهمًا بجبلٍ من الذهب الخالص، وذلك لأن الجبل أعظم وأكبر من الدرهم بفارقٍ عظيمٍ ولله المثل الأعلى؟ فكذلك يا إخواني إنّ رضوان الله هو النَّعيم الأعظم فكيف نتخذه وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر نعيم الجنّة والحور العين؟ وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    وتعالوا يا أحباب ربّي لتعلموا أنه حقًا أكبر، فتصوروا حين يدخلكم الله جنّته وفرحتم بالنَّعيم والحور العين وجناتٍ من كل الثمرات وقصورٍ فاخراتٍ ونعيمٍ عظيمٍ ولكم فيها ما تدعون وأثناء ما أنتم فرحين بما آتاكم الله من فضله ومن ثمّ قال أحدكم لملائكة الله المُقربين: فهل الله رضي عنّا ولن يعذّبنا؟ ثمّ يقول لكم: لو لم يكن الله رضي عنكم لما أرضاكم بجنّته، ومن ثمّ يقول أحدكم: ويا أيّها العبد المُقرَّب من ربّه لقد فرحنا بما أعطانا الله من فضله في جنّته مقابل عبادته وحده لا شريك له فأصدقَنا بما وعدَنا فوجدْنا ما وعدَنا ربُّنا حقًا، ولكن هل الله سبحانه هو فرحٌ مسرورٌ فنحن فرحون مسرورون نحنُ أهل الجنّة؟ ومن ثمّ يقول لكم: كلا ما قَطُّ عرف السعادة منذ أمدٍ بعيدٍ منذ أن ظلم عباده أنفسهم فأدخلهم ناره ولذلك فهو مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم. ثمّ يقول أحدكم: ولِمَ يحزن الله ويتحسّر على عباده الذين في النَّار فهو لم يظلمهم شيئًا بل ظلموا أنفسهم؟ ومن ثمّ يردّ عليكم عبد الله ويقول: ذلك بسبب صفته أنه أرحم الراحمين. ومن ثمّ تقول أم بشرى وخالد أو أحد السائلين: وهل يتحسّر الله على كافة الأمم الذين ظلموا أنفسهم فكذَّبوا برسل ربهم؟! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: قال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]

    ومن ثمّ يقول أحباب الله: إذًا فما الفائدة أيّها الإمام المهديّ من جنّة الله وقصورها وحورها والولدان المخلّدين فيها وربّنا حبيب قلوبنا متحسرٌ في نفسه وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فما هو الحلّ حتى يكون ربُّنا حبيب قلوبنا الأعظم فرحًا مسرورًا وليس حزينًا مُتحسِّرًا؟ ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: لن يكون الله سبحانه فرحًا مسرورًا حتى يُدخل عباده جميعًا في رحمته فيكونون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فلتكن حياتكم من أجل تحقيق ذلك، واجعلوا ذلك هو هدفكم وكُلّ أمنيتكم في الحياة فإن فعلتم فقد أصبح محياكم لله ومن أجل الله لتحقيق نعيم رضوان نفس الله على عباده، ثمّ يُحقِّق الله لكم ذلك إنّ الله على كلّ شيءٍ قديرٌ، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} صدق الله العظيم [سورة الرعد:31].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العَالَمين..
    أخُوكُم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 16119 من موضوع ردّ الامام على السائل: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 06 - 1432 هـ
    28 - 05 - 2011 مـ
    ـــــــــــــــــــــــ


    ردّ الامام على السائل:{ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم،
    وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار..

    يا أيها السائل من الأنصار السابقين الأخيار عن ناموس الاختيار للأئمة والأنبياء الخلفاء في محكم الذكر، فشأن اختيارهم يختصّ به الله وحده من دون عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    وإن الذين جعلهم الله أئمة للناس منهم الأنبياء ومنهم الصالحين كون الله يزيدهم بسطةً في العلم وليس للأنبياء من الأمر شيء أن يصطفوا الأئمة من بعدهم كونه شأن اختيار الإمام يختصّ به الله وحده كون الإمام هو الملك والخليفة على المُسلمين إذا جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    إذاً إمام الأمّة شأن اختياره يختصّ به الله وحده من دون عباده ولم يقل نبيّهم أنه هو من اختار الإمام طالوت إماماً لبني إسرائيل، وكان بني إسرائيل يظنّون الأئمة من بعد الأنبياء بتشاورٍ بين القوم حتى يختاروا أغناهم مالاً وأعلاهم جاهاً كونهم يرون طالوت -عليه الصلاة والسلام- فقيراً لا يملك المال وليس له جاهاً من كبراء بني إسرائيل، ولذلك أفتاهم نبيهم أن ليس للأنبياء من الأمر شيئاً في اختيار أئمة الكتاب من بعدهم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    فانظر لنظرة بني إسرائيل القصيرة كنظرة غيرهم من أهل الدنيا يحسبون أنّ الإمامة حسب كثرة المال ويرون أنّ الأئمة من بعد الرسل يجب أن يكون من كبار القوم ومن أغناهم مالاً! ولذلك قالوا:
    {أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} صدق الله العظيم. فانظر للفتوى الحقّ من نبيّهم إليهم قال: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، ومن ثم نعلم الفتوى الحقّ في الكتاب أنّ الأئمة شأنهم شأن الأنبياء والخلفاء يختصّ باختيارهم الله وحده من دون عباده وليس لهم الخيرة من أمر الاختيار ويخلقهم ويصطفيهم في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ولكن الشيعة برغم أنهم يعتقدون بهذه العقيدة الحقّ أن الأئمة شأن اختيارهم يختصّ به الله كما يختصّ سبحانه باختيار أنبيائه ولكنهم اختاروا الإمام المهديّ من عند أنفسهم طفلاً كان في المهد صبياً! ولو أنه كلمهم كما كلم الناس المسيح عيسى ابن مريم في المهد صبياً لما لمتُ عليهم بشيء بل اصطفوا الإمام المهديّ محمد بن الحسن العسكري من عند أنفسهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم عن معرفة الإمام المهديّ الحقّ من ربهم إلا من رحم ربي واتّبع الحقّ بعدما تبين له الهدى، وأما أهل السُّنة والجماعة فكذلك يعتقدون بالعقيدة الحقّ أنّ الإمام المهديّ لا يسبق ميلاده قدره المقدور في الكتاب المسطور ولكنهم جاءوا كذلك بفتوى من عند أنفسهم أن المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور فإنّه لا ينبغي أن يقول لهم: "يا أيها الناس إنّي الإمام المهديّ خليفة الله عليكم قد اصطفاني الله عليكم وزادني بسطةً في العلم على كافة العلماء ليجعلني حكماً بالحق بين المختلفين في الدين فأحكم بينهم بما أنزل الله في الكتاب حتى لا يجد الذين يريدون أن يتّبعوا الحق في أنفسهم حرجاً مما قضيتُ بينهم بالحقّ من ربهم ويُسلِّموا تسليماً"، بل قال أهل السُّنة والجماعة: "نحن من نعلم أيُّ البشر يكون المهديّ المنتظَر إذا حضر، ومن ثم نعرِّفه على شأنه في البشر ونقول له إنك المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم"! بل الأعجب من ذلك أنه حتى ولو أنكر أن الله اصطفاه خليفته في الأرض ولو قال: "يا معشر المُسلمين لم يجعلني الله للناس إماماً" لأجبروه على البيعة كرهاً! ومن ثم أقول لهم: إن هذا لشيء عُجاب يا أولي الألباب لأسباب عدة تخالف للعقل والمنطق كما يلي:

    1- فما يدريهم أي البشر هو المهديّ المنتظَر ما لم يعرّفهم بشأنه فيهم؟
    2- وما يدريهم بقدر بعثه المقدور في الكتاب المسطور؟
    3- فإذا كان هو لا يعلمُ أنه هو المهديّ المنتظَر فأنّى للناس أن يعلموا بذلك؟ أم إنهم أعلم منه؟ فكيف الخبر يا أولي الأبصار أفلا تتفكرون؟

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إياكم واتّباع ما يُخالف للعقل والمنطق كون الله سوف يسألكم عمّا أنعم به الله عليكم لو تتبعون ما ليس لكم به علم من الله وهو يخالف للعقل والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    ويا أحبتي في الله عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان لكم أن تختاروا خليفة الله الإمام المهديّ من دونه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ونستنبط من ذلك أنّ شأن اختيار أئمة الكتاب الذين يهدون بأمر الله يختصّ باختيارهم الله وحده فهو الذي جعلهم أئمة للناس يهدون بأمره إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:24].

    أفلا تعلمون أنّ الإمام شأنه شأن الأنبياء؟ وقال الله تعالى لنبيه إبراهيم:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].

    ولربّما يودّ أحد الشيعة من الذين يبالغون في أئمة الكتاب أن يقاطعني فيقول: "وهل أنت معصوم من الخطيئة يا ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لربما كلّت يدي المَلَك عتيد لكثرة ما كتب عليّ من الخطيئة، ومن ثم يكبّر السائل الشيعي من الاثني عشر فيقول: "الله أكبر يا من يزعمُ أنه المهديّ المنتظَر لقد أقمتُ عليك الحجّة بالحقّ من محكم الذكر من آية محكمة من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وبما أنك اعترفت في موقعك أنك كنت من الظالمين الذين يرتكبون الخطيئة إذاً فأنت لستَ المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله كون مثله كمثل الأنبياء معصوم من الخطيئة، وحصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني وإنك كذّاب أشر ولستَ المهديّ المنتظَر فقد أقمنا عليك الحجّة من محكم الذِّكر". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول للذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون بسبب المبالغة في الأنبياء وأئمة الكتاب أنهم معصومون من خطيئة الذنوب، وكذلك لا نبرئ أهل السُّنة والجماعة فليسوا منهم ببعيد كونهم كذلك يعتقدون بعصمة الأنبياء من الخطيئة، ومن ثم أقول: يا معشر الشيعة والسنة إن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ جميعاً إلا من رحم ربي، وأما كيف علمنا أن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ وذلك كوني أراكم تتّبعون المتشابه من القرآن وتذرون آيات الكتاب المحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب التي يفتيكم الله فيهن بعدم عصمة الأنبياء من ذنوب الخطيئة في حياتهم في قول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك قال نبي الله موسى:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [القصص:16].

    ويا معشر الشيعة والسنة وجميع عُلماء المُسلمين وأمّتهم، تعالوا لنعلمكم كيف تميّزون بين آيات الكتاب المحكمات وبين الآيات المتشابهات، فعليكم أولاً أن تعتقدوا بالعقيدة الحقّ أنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقض في القرآن العظيم وعلى سبيل المثال فلو نأتي بقول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فأمّا الذين هم ليسوا من الراسخين في علم الكتاب بشكل عام فحتماً سوف يزعمون أن جميع هذه الآية محكمة بينة وفيها من المتشابهات في آخرها وهو قول الله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه بالضبط هو في آخرها في كلمةٍ واحدةٍ وهو قول الله تعالى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسّست عقيدة الشيعة الاثني عشر أن: (الأنبياء وأئمة الكتاب معصومون من الخطيئة). فتبين للإمام المهديّ أنّ في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ إلا من رحم ربي كون عقيدة العصمة للأنبياء وأئمة الكتاب تأسست على هذه الكلمة! ويا عجبي الشديد يا معشر الشيعة الاثني عشر فكيف تتّبعون هذه الكلمة المتشابهة في القرآن وتذرون آيات محكمات بينات من آيات أمّ الكتاب تفتيكم بعكس ما تعتقدون، كمثل قول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وهذا يعني أن الأنبياء ليسوا معصومين من ارتكاب الذنب وإنّ الله غفار لمن تاب وأناب، وقال نبي الله موسى مخاطباً ربه حين أرسله إلى آل فرعون قال:
    {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} صدق الله العظيم [الشعراء:14].

    كون نبي الله موسى يعترف أن ذلك ذنب وخطيئة ارتكبها بغير الحقّ، ولذلك وجدتم فرعون قد حاجّ نبي الله موسى بذلك، وقال:
    {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(19)} [الشعراء].

    ومن ثم رد نبي الله موسى على فرعون بغير الإنكار بل مقرٌّ ومعترف بذلك الذنب والخطيئة، وقال:
    {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَ‌رْ‌تُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَ‌بِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    إذاً يا أحبتي في الله إنّ الأنبياء والمرسلين كانوا من الضالّين الباحثين عن الحقّ ومن ثمّ اجتباهم الله وهداهم وجعلهم من المُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

    فما هو التمنّي؟ والجواب هو تمنّي اتّباع الحقّ الذي لا شك ولا ريب فيه، ومن ثمّ يبحث ويتفكّر بالعقل والمنطق أين يجد الحقّ ليتبعه كونه لا يريد أن يتبع إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع، وإذا علم الله أنّ هذا العبد يريد أن يتبع الحقّ كان حقاً على الله أن يهديه إلى الحقّ إن وجده يكلف نفسه للبحث عن الحقّ لاتباعه ومن ثم يُعثره الله الحقّ على الحقّ فيبصره به. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]، كونه توفر لدى العبد شرط البحث عن الهدى والإنابة إلى الربّ ليهدي القلب ثم يهدي الله قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    فما هو القلب المنيب؟ والجواب تجدوه في قلب رسول الله إبراهيم المنيب عليه الصلاة والسلام قال:
    {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77]، كون نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان مجتهداً باحثاً عن الحقّ الذي يقبله العقل والمنطق بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ كونه استخدم عقله ولم يقتنع بعبادة الأصنام وكذلك لم يقتنع بعبادة الكواكب والشمس والقمر حتى ملأ قلبه الحُزن فأناب إلى ربه، وقال: {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ أحداً أظهره الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا صار في حيرةٍ من أمر ناصر محمد اليماني فقال: ليس ناصر محمد اليماني بمجنونٍ ولا كاهنٍ ولا ساحرٍ ولا منجمٍ ولا مخبولٍ كون ذلك يُعرف من خلال منطق ناصر محمد اليماني إنه لذو عقلٍ رشيدٍ ويحاج الناس بالقرآن المجيد بآياتٍ بيِّناتٍ من آيات أمّ الكتاب، ومن ثم يقول: "وتالله إني أخشى أنني أكذب ناصر محمد اليماني وهو الإمام المنتظَر الحق خليفة الله المهديّ"، ومن ثم يخلو بنفسه في مكان لا يسمعه أحد إلا الله ثم يجثم بين يدي ربه منيباً إليه ويقول: يا رب يا غافر الذنب ويا هادي القلب المنيب يا من يحول بين المرء وقلبه إنك قلت وقولك الحقّ:
    {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:40]، وقلت وقولك الحقّ: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف:17]، اللهم عبدك يجأر إليك ان تجعل لي في قلبي نوراً أبصر به الحقّ حقاً وارزقني اتباعه وأُبصر به الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تجعل بعث الإمام المهديّ حسرةً على عبدك بسبب ذنوبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني عبدك أشهدك أني قد عفوت عن عبادك الذين ارتكبوا في حقي إثماً فعفوت عنهم لوجهك الكريم، اللهم إنك أكرم من عبدك فاهدني وإياهم إلى الصراط المستقيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    ومن ثم يغشى قلبه نورٌ من ربه فيخشع قلبه وتدمع عينه ومن ثم يلقي الله في قلبه وداً للإمام ناصر محمد اليماني ويبصر أنه حقاً المهديّ المنتظَر خليفة الله لا شك ولا ريب، ومن ثم يأتي متلهفاً لقراءة المزيد من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني ليطمئن قلبه، ومن ثم يزيده الله بها نوراً ويشرح صدره بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، ثم يهتدي إلى صراط العزيز الحميد فيعبدُ الله مخلصاً له الدين لا يشرك به شيئاً ويفوز فوزاً عظيماً.

    ولربّما يودّ أحد السائلين الشيعة أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني لا تنسَ أن تدلنا على البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، كوني لا أستطيع أن أرى من برهانك المبين في محكم الكتاب: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم، فهذا يعني أنّ الأنبياء مُعَرَّضون لظلم الخطيئة ومن بدل حسنًا بعد فعل السوء يجد له رباً غفوراً رحيماً كمثل نبي الله موسى إذ ارتكب إثماً من عمل الشيطان فقتل نفس بغير الحقّ فأدرك إثمه العظيم ومن ثم قال: {قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ‌ لِي فَغَفَرَ‌ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [القصص]، إذاً فلن يستطيع كافة علماء الشيعة أن يفندوا هذا البرهان المبين بعدم عصمة الأنبياء من الخطيئة، ولكننا نعرض عن هذه الآيات وكأننا لا نعلم بها ومن ثم نجادل الناس من القرآن بما يوافق لمعتقدنا بعصمة الأنبياء وأئمة الكتاب وهو في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذا الأساس تأسّست عقيدتنا بعصمة الأنبياء والأئمة فلا تفعل مثلنا يا ناصر محمد اليماني فتعرض عن دليلنا من القرآن برهان عصمة الأئمة من ظلم الخطيئة كونك لو تعرض عن برهاننا من القرآن وتحاجنا بآيات أخر فسوف نستمسك ببرهاننا وأنت تتمسك ببرهانك فلا أنت أقنعتنا ولا نحن أقنعاك وكلٌّ منا سوف يذهب بسلطان علمه من القرآن الذي يتوافق مع معتقده، وهذا هو ما يحدث بين علماء المُسلمين فكلٌّ منهم يأخذ من القرآن ما توافق مع هواه ويذر الآيات الأخرى مهما كانت بينات، ولذلك لم يستطيع أن يقنع بعضهم بعضاً، فينفض مجلس الحوار بينهم وكلٌّ مستمسك ببرهانه ويزعم إنه هو الحقّ المبين. ولكن يا ناصر محمد اليماني إنك قد حكمت على نفسك إنه لا يجادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته ولذلك وجب عليك أن تبين كلمة التشابه في قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن كلمات الظُلم في الكتاب تنقسم إلى قسمين اثنين وهو: ظُلم الخطيئة وظلم الشرك بالله وأعظم الإثم ظُلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:48]. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وبما أنّ الله سبحانه وتعالى أفتاكم أنّه لن يجعل للناس إماماً من الظالمين وهو من كان مشركاً بالله كونه لن يزيد الأمّة إلا رجساً إلى رجسهم ولا ولن يخرجهم من الظُلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد. وقال الله تعالى:
    {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [إبراهيم:1]، كون الإخلاص في عبادة الربّ شرط أساسي لمن يصطفيه الله للناس إماماً ولذلك تجدون دعوة الإمام المهديّ دعوة تأسست على الإخلاص ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود على بصيرةٍ القرآن المجيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر‌ ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِ‌جَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِ رَ‌بِّهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِ‌ينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    ولذلك ننهاهم عن المبالغة في الأنبياء والأئمة وجميع عبيد الله المقربين، وكذلك ننهى العالمين التابعين للإمام المهديّ من المبالغة في الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون الشيطان إذا استيأس من أن يصدكم عن اتّباع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فسوف يتخذ طريقة أخرى كما اتخذها مع أتباع الأنبياء فيوسوس لأحدهم فيقول: وكيف تريد أن تكون أحبّ إلى الله من خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلا ينبغي لك أن تفضل نفسك عليه أن تكون أنت الأحبّ والأقرب إلى الربّ، ألم يقل محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين‏] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم يقنع المؤمنين الشيطانُ عن طريق أحد عُلماء المُسلمين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون برغم أنّ ناصر محمد اليماني لَيشهدُ بصحة هذا الحديث، ولكنه يقصد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- هو الأولى بكم من بعضكم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6].

    ولكن لم يأمركم أن تتفضلوا بالله سبحانه وتعالى علواً كبيراً فتتنازلوا عن أقرب درجة في حب الله لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن فعلتم فسوف يقول لكم الله يوم لقائه: فقربة إلى من أنفقتم ربّكم؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً. ولربّما يودّ أرفع درجة في أنصار المهديّ المنتظَر أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي وقدوتي بل أنا من سوف يتنازل عن أقرب درجة في حب الله وقربه". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: وأقول وكيف ذلك يا رجل؟ ثم يقول: "يا أيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، والله الذي لا إله غيره لو يؤتيني الله ملكوت الدنيا والآخرة ثم أفوز بالدرجة العالية الرفيعة في الجنة ثم أكون أحبّ وأقرب عبد إلى الربّ فلن أرضى عن ربي". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أبشر يا رجل فقد وعد الله عباده الذين اتبعوا رضوانه أن يرضيهم يوم لقائه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119].

    فكيف لن ترضى وقد آتاك الله ملكوت الدُنيا والآخرة وأعطاك الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وجعلك أحبّ عبد وأقرب عبد إلى ربك على مستوى عبيده في الملكوت كُله فما تريد من بعد هذا النعيم؟ ومن ثمّ يردّ علينا بالحق ويقول: " فما الفائدة من ذلك كُله إذا لم يكن حبيبي سعيد وراضٍ في نفسه لا متحسر ولا حزين؟ هيهات هيهات.. ورب الأرض والسماوات لن أرضى بملكوت ربي جميعاً وحتى لو جعلني أحبّ عبد وأقرب عبد إلى نفسه ولم يتحقق النعيم الأعظم
    {وَيَرْضَى}، فما الفائدة ما لم يتحقق رضوان الله الذي أحببت أكثر من أي شيء في الوجود كله الله ربّ العالمين؟" ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا رجل لو لم يرضَ الله عنك لما آتاك ملكوت الدنيا والآخرة وآتاك الدرجة العالية الرفيعة في الجنة وجعلك أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه فما خطبك وماذا دهاك؟ ومن ثمّ يردّ علينا ويقول: "هيهات هيهات يا أيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وإنك لتعلم ما أبغي وأريد يا من علمتنا البيان الحقّ للقرآن المجيد أن نتخذ رضوان الله غاية وليس وسيلة لتحقيق الجنة فإذا لم يتحقق الهدف المنشود فما الفائدة من كل الملك والملكوت؟ فكيف يكون الحبيب سعيداً في ملكه وهو يعلم أنّ أحبّ شيء إلى نفسه ليس بسعيدٍ بل حزينٌ ومتحسرٌ على عبادة اليائسين من رحمته الذي يراهم {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}؟ صدق الله العظيم [فاطر:37]".

    ولربّما يودّ أحد الذين لا يعلمون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد اليماني، أفلا ترى أنّهم دعوا ربّهم ولم يجبهم؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: وهل ترى أنّ الآخرة دار عمل؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول: "بل الحياة الدنيا دار العمل. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:7]".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إذاً فهم يعتقدون أنهم لن يدخلوا الجنة إلا أن يعيدهم الله إلى الدنيا فيعملوا صالحاً حتى يدخلهم جنته، إذاً فهم يائسون من رحمته فلا يزالون من الكافرين. وقال الله تعالى:
    {لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

    ولكن الدعاء الحقّ هو أن يقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ولكنهم دعوا الله أن يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وذلك ما يقصدون من قولهم {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم، حتى إذا لم يجبهم الله فيعيدهم إلى الدُنيا ومن ثم لجأوا إلى الملائكة من خزنة جهنم وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    أي وما دعاء الكافرين لعبيد الله من دونه إلا في ضلالٍ، ولذلك قال لهم ملائكة الرحمن:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم. أي فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاء الكافرين برحمته لعباده من دونه إلا في ضلال كونهم لا يزالون كافرين برحمة ربهم لأنه لا ييأس من روح رحمة ربه إلا الكفور. وقال الله تعالى: {لَا يَيْأَسُ مِن رَّ‌وْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أفلا ترون أصحاب الأعراف من الكافرين الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم كلمهم الله بوحي التفهيم إلى قلوبهم أن يدعوا ربهم أن لا يجعلهم مع القوم الظالمين؟ ولذلك:
    {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:47]

    ومن ثم انظروا إلى ردّ الله عليهم كيف أجاب دعاءهم الرحمن الرحيم. وقال:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    ويا أيها الناس اعبدوا ربكم وحده لا شريك له
    الذي خلقكم واتبعوا رضوانه ولذلك خلقكم، وإنما خلق الجنة من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    وأما بالنسبة للأولى بحبِّكم من بين الأنبياء وجميع المُسلمين والناس أجمعين على مستوى العبيد جميعاً فهو جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6]، كونه مَنْ صبر وتأذى أكثر من المهديّ المنتظَر الذي يحاجكم عن طريق الكمبيوتر، ولو ظهر لكم المهديّ المنتظَر من قبل التصديق لكنتم أشد أذًى وكفراً ومكراً من كفار قريش.

    يا معشر عُلماء المُسلمين وأمّتهم، وما هي جريمة المهديّ المنتظَر التي لا تغتفر في نظركم إلا أنه دعاكم إلى عبادة الله وحده والاحتكام إلى الله وحده فوعدكم أن يستنبط لكم حكم الله من محكم القرآن العظيم ويدعو المُسلمين والنصارى واليهود وكافة البشر أن يتّبعوا الذكر المحفوظ من التحريف ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة أو في جميع كتب البشر، وإذاً أول كافر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم هم عُلماء المُسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فيا عجبي الشديد!

    يا قوم! فإلى ماذا تريدون أن يدعوكم المهديّ المنتظَر للحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ فهل تنتظرونه يدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب التوراة؟ ولكنكم تعلمون أنّ كتاب التوراة ليس محفوظاً من التحريف والتزييف. أم تنتظرون أن يدعوكم إلى كتاب الإنجيل؟ ولكن كتاب الإنجيل ليس محفوظاً من التحريف. أم تنتظرون المهديّ المنتظَر يدعوكم للاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو بحار الأنوار؟ ما لكم كيف تحكمون؟ برغم أن المهديّ المنتظَر لا يكذب بما في التوراة والإنجيل ولا يكذب بأحاديث البيان في السُّنة النّبويّة وإنما نكفر بما يخالف فيهما لمحكم القرآن العظيم، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تَفَرَّقوا إنّي لكم منه نذيرٌ مبين.

    ويا أيها الرئيس علي عبد الله صالح اتقِ الله، ويا آل الأحمر اتقوا الله، ويا معشر المعارضة والحوثيّين والشباب اتقوا الله جميعاً واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، ويا معشر هيئة علماء اليمن والسعوديّة اتقوا الله وأنقذوا شعوبكم وأنفسكم بالاعتراف بالحقّ من ربّكم فقد منَّ الله عليكم أن بعث في عصركم الإمام المهديّ ليعلمكم الكتاب والحكمة أفلا تشكرون؟ وإن أبيتم فاعلموا أنّ الله شديد العقاب وما علينا إلا البلاغ وعليه الحساب ولن يتذكر إلا أولوا الألباب. وسلامٌ على المُرسلين، والحمد ُلله ربّ العالمين..

    ويا أبا بكر المغربي لقد اصطفاني ربي على علمٍ منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللهُ أعلَمُ حيثُ يَجعَلُ رِسَالَتهُ} صدق الله العظيم [الأنعام:124]. فلا تتمنى أن تكون خليفة الله الإمام المهديّ فتلك مسؤولية كبرى، ألا والله الذي لا إله غيره إن همَّ ذلك لفي قلبي وفي كل قطرةٍ من دمي فما أعظمها من مسؤوليةٍ وأمانةٍ كبرى، ألا والله الذي لا إله غيره إني مجبورٌ على قبول الخلافة وأنا كاره لها ولكن ما باليد حيلة فليس لي حلاً غير القبول بها لكي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر حتى أرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان ومن ثم يرون كم الرحمن أنزل من العدل في كتاب القرآن ثم يحبوا ربهم ويتبعوا الحقّ من ربهم، وليس ذلك إلا جزء من تحقيق هدف الإمام المهديّ. ولا يزال النضال مستمراً حتى يتحقق النعيم الاعظم وذلك ما نبغي ومنتهى غايتي ولن تقرَّ عيني وترتاح نفسي حتى يرضى من أحببت أكثر من كل شيء الغفور الودود ذي العرش المجيد الله أرحم الراحمين، وكذلك الذين قدروا ربهم حق قدره القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}} [المائدة:54].

    والله الذي لا إله لا غيره أنهم سوف يستغلون وعد الله لعباده أن يرضيهم. تصديقاً لقول الله لوعده بالحقّ للذين رضي عنهم بقوله تعالى:
    {{رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}} صدق الله العظيم [المائدة:119].

    ألا والله لن يرضوا أبداً ولن يفتنهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، ولن ينسوا أبداً فتوى الله بما في نفسه بسبب عباده الذين ظلموا أنفسهم وكذبوا برسل ربهم ودعائهم عليهم رسل الله فأجاب الله دعاءهم تصديقاً لوعده لهم بإجابة الدعاء على الأعداء ولكن ذلك لم يكن هيناً في نفس الله أرحم الراحمين كما تبين لكم:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ} صدق الله العظيم [يس:30-31].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد ُلله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ المهديّ المنتظَر عبد النعيم الأعظم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. تغريدات بيان ٣٢ من سلسلة بيانات قصة وفاة الملك سلمان بيان هام مضحك...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى القسم الموضوعي الصوتي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-05-2023, 05:46 PM
  2. تغريدات بيان بَيانٌ هامٌّ لِكافَّةِ أُمَمِ مَلَكوتِ العالَمِ ..
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى القسم الموضوعي الصوتي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2023, 02:41 PM
  3. (بيان صوتي) بيان الإمام المهدي إلى كافة قادة العرب والمسلمين ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2018, 10:51 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-09-2016, 03:57 AM
  5. [ بيان صوتي ] : ـ بيان هام من الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-06-2016, 04:36 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •