- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 11 - 1430 هـ
15 - 11 - 2009 مـ
12:26 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



حقيقة كوكب العذاب من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب Planet-X ..



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوابين المُتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..


ردّ المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر بالتحذير لكافة البشر :
إنّ الله الواحد القهار قد أرسل القرآن العظيم إلى كافة قُرى البشر الذي جاء به جَدّي النبيّ الأُمّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال الله تعالى: {مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وقال الله تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

فما هي سُنّة الأوّلين إن أعرضوا عن ذكر ربِّهم الذي يدعوهم ليغفر لهم؟ وقال الله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١٣٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال الله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

والسؤال: فهل كان ينفعهم إيمانهم حين تأتيهم سُنّة العذاب للمُكذِّبين؟ والجواب من الكتاب. قال الله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

ويا معشر قرى البشر أجمعين قد علمتم أنّ محمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إليكم كافةً، فبما أنّ سنّة الله في الكتاب أنّه لا يُعذّب القرى حتى يبعث إليهم رسولاً من الله، وبما أنّ محمداً رسول الله بُعِث إلى كافة قُرى البشر بكتاب الله القرآن العظيم ذِكر للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم، فإن أعرضتم عن كتاب الله فإنّي المهديّ المنتظَر أُبشِّر كافة قرى البشر بعذابٍ يشمل كافة قُرى البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يُعذِّب الله القُرى الصالحة؟ والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [القصص:59].

ثمّ نستنتج ما يلي: فبما أنّ الفتوى من الكتاب: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، وبما أنّ العذاب أجده في الكتاب أنه سوف يشمل كافة قُرى البشر؛ فهذا يعني أنّ الأرض قد مُلئت جوراً وظُلماً ولذلك سوف يشمل العذاب كافة قُرى البشر ما بين عذابٍ وهلاكٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم.

وتستنتجون من خلال ذلك عصرَ بعثِ المهديّ المنتظَر من مُحكم كتاب الله أنّ الله يبعثه حين تمتلِئ قُرى أهل الأرض جوراً وظلماً ويعرضون جميعاً عن كتاب الله القرآن العظيم، وقد حفظ الله كتابه القرآن العظيم من التحريف حتى يعلم بكتاب الله كافة قُرى البشر، وقد علموا أنّه كِتابٌ محفوظ من التحريف وعلموا أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له فأعرضت كافة قرى البشر، فمنهم كافرٌ به ومنهم من يؤمن به ولكنه لا يتَّبع إلا ما وافق لما لديه من الروايات والأحاديث وما اختلف مع القرآنِ فينبذ القُرآنَ وراء ظهره ويستمسك بالروايات والأحاديث وكأنّها هي المحفوظة من التحريف فهذا اتَّبع العكس، وذلك لأنّ المفروض أنّه إذا وجد حديثاً أو روايةً تصادمت مع محكم كتاب الله أن يذرَ ما خالف لكتاب الله ويعتصم بحبل الله القرآن العظيم المحفوظ من التّحريف ولكنّهم يفعلون العكس ويخالفون أمر الله ويحسبون أنهم مهتدون وهم قومٌ لا يعقلون! يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم ولا يستخفنّكم الذين لا يؤمنون. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الروم].

ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، أقسِمُ بمن رفع السّبعَ الشداد وثبّت الأرضَ بالأوتادِ وأهلك ثمودَ وعاداً وأغرق الفراعنةَ الشِّداد الله الواحد الأحد لا إله غيره ولا معبودَ سواه أنّ كوكب العذاب سوف تشهده كافةُ هذه الأمّة كما يشهدون الشمسَ حين شروقها، ألا وإنّ كوكبَ العذاب يظهر للبشر من جهة الأقطاب، ولعنة الله على المُفتري الكذّاب عدد ذرات التُراب، ففِروا إلى الله واعلموا أنّ الله لشديد العقاب واتّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربِّكم في الكتاب من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون، واستغفروا ربّكم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً وأنيبوا إليه يهدِكم، فلا يهدي الله إلا من أناب، واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تُحشرون، أفلا تعقلون؟

ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، فكم أقسمت لكم بالقسم البارِّ وليس قسم الكافر ولا قسم الفاجر؛ بل قسم المهديّ المنتظَر البارّ العليم بالبيان الحقّ للذِّكر بأنّ كوكب العذاب سقرَ اللواحةَ للبشر أحدَ أشراط الساعة الكُبر قادمٌ في عصري وعصركم وجيلي وجيلكم وزماني وزمانكم، فمن يُنجيكم من عذاب الله إن كان المهديّ ناصر محمد اليماني لمن الصادقين؟ وإن كُنت كاذباً فعليّ كذِبي، إنّ الله لا يهدي من هو مُسرفٌ جبارٌ.

يا أيها الناس، أقسمُ بمُن أنزل الكتاب وخلق الإنسان من تُرابٍ؛ بالله شديد العقاب أنّي المهديّ المنتظَر أنذركم من كوكب العذاب بإذن الله وأحاجّكم بالبيان الحقّ للكتاب ولعنة الله على الكذّاب. وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكافة عباده:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا عباد الله تذكّروا قول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم.

يا عباد الله هل أنتم صُمٌ بكمٌ عُميٌ لا تعقلون أم أنّكم لا تفقهون بيانَ المهديِّ المنتظَر للقرآن بالقرآن؟ أم أنّ أصحابَ اللغةِ العربيّةِ لا يفقهون البيانَ الحقَّ لقول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم؟

أم يقولون: "بل نحن مسلمون لله ربّ العالمين"، ثم يرُدُّ عليهم المهديُّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول: أنتم مسلمون! إذاً فلماذا تأبَون وتعرضون أن تتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم في القرآن العظيم إن كنتم صادقين؟ بل لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القُرآن إلا رسمه، وها هو قد صار العذابُ وشيكاً ولا يزال المسلمون مُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر باتّباع هذا القرآن العظيم والكفر بما خالف لمحكمه والاعتصام بالقرآن، وأفتاكم اللهُ ورسولُه والمهديُّ المنتظَرُ أنّ القرآن العظيم هو حبل الله، وأمركم اللهُ ورسولُه والمهديُّ المنتظَرُ أن تعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تؤمنوا بالقرآن العظيم وتؤمنوا أنّه محفوظٌ من التّحريف ثم تُعرضون عن الدعوة إلى اتّباعه والاحتكام إليه فيما كنتم فيه تختلفون، أفلا تعقلون؟

ويا معشر المسلمين، قال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾}
صدق الله العظيم [يس]. فبِمَ تريدون أن يُبشّركم المهديّ المنتظَر يا معشر المُعرضين عن اتّباع الذِّكر؟ فأجيبوني لماذا لا تريدون اتّباع الذِّكر وقد وعدكم الله بحفظه، وقال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر]؟

أم إنّكم يا معشر المسلمين والكفار لم تجدوا وعد الله حقاً على الواقع الحقيقي وأنّه حقّاً حفظ كتابه من التّحريف، أفلا تتّقون؟ فلماذا تعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى اتِّباع الذِّكر كتاب الله المحفوظ من التحريف ليكون هُدًى لمن شاء منكم أن يستقيم؟ فهل لو قال علماء وكالة ناسا أنّ كوكب العذاب كذبٌ ولا أساس له من الصحّة سوف تُصدِّقونهم وتُكذِّبون بالبرهان المبين من الكتاب لحقيقة كوكب العذاب؟ فهل وجدتم أنّي أخاطبكم من نصوص كتب وكالة ناسا الأمريكية أم يحاجّكم المهديّ المنتظَر من كتاب الله، وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿٣٠﴾} [سبأ]؟

وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّـهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٣٣﴾} [سبأ].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى ۚ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٤٣﴾ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ ﴿٤٤﴾} [سبأ].

وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٤٧﴾ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴿٥٠﴾} [سبأ].

وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٥١﴾ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

فانظروا يا أولي الألباب لقول الله تعالى: {وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم.

فتذكروا قول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٥١﴾ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم.

فإنّما يتكلم عن كوكب العذاب الذي فيه يمترون واعترفوا به بادِئَ الأمر ثم يكفرون وقد بدأ الكوكب بالتناوش مع الأرض من مكانٍ بعيدٍ من قبل أن يأتي، وَيَقْذِفُونَ بالغيب عن الكوكب من مكانٍ بعيدٍ وهي الأرض التي هم فيها فهي في مكانٍ بعيدٍ عن الكوكب، والكوكب في مكانٍ بعيدٍ عن الأرض، وبدأ التناوش وهو التأثير على هذه الأرض وهو لا يزال - كوكب العذاب - في مكانٍ بعيدٍ عنها، فما بالكم يوم يمرّ عليها بمكانٍ قريبٍ؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٥١﴾ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم.

ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّ كوكب العذاب آتٍ لا محالة، وأما بالنسبة للذين يقولون أنّه سوف يمرّ في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012 فيردّ عليهم المهديّ المنتظَر من مُحكم كتاب الله وأقول: قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُورِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٤٩﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ﴿٥٠﴾ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

وقال الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴿٥﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾} [الشعراء].

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾} [النصر].

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
___________