( ردود الإمام على عبد ربه )

- 1 -

الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 06 - 1428 هـ
14 - 07 - 2007 مـ
10:05 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



لا أقول بأنّ طلوع الشمس من مغربها سوف يكون بسبب الإدراك.
لولا الله يمسك السماوات بأسبابٍ كونيّة لوقعت على الأرض تجاه مركز الجاذبيّة الكونيّة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..
أخي عبد ربه، عليك أن تتدبر خطاباتي جيداً حتى لا تفهم خطأ! فأنا لا أقول بأنّ طلوع الشمس من مغربها سوف يكون بسبب الإدراك فقد نبّأت الناس في الإنترنت العالميّة بأنّ الشمس أدركت القمر يا معشر البشر، وذلك لأنّ الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر فتجتمع به من بعد بزوغ الفجر في القمر؛ بل تجتمع به وهو محاقٌ مُظلمٌ وجهه بالكامل، وبعد أن يميل عن الشمس يبداً بزوغ الفجر القمري؛
ومعنى الإدراك هو أن يتمّ اجتماع الشمس والقمر في أول الشهر أي من بعد بزوغ فجر اليوم القمري في ذات القمر، وقد بيّنا في خطاباتٍ سابقةٍ بأنّ كسوف الشمس الذي حدث في نهاية شعبان 1426 حدث فيه الاجتماع، وذلك لأنّ الشمس اجتمعت بالقمر من بعد ميلاد الهلال بست ساعاتٍ، وذلك لأنّ الهلال كانت لحظة ميلاده قُبيل طلوع شمس الإثنين والكسوف حدث في الظهيرة، ولو كان عُمره كما يظنّ علماء الفلك ثلاث ساعات وخمس وأربعون دقيقة عند الغروب لما استطعتم مُشاهدة الهلال بهذا العمر القصير، ولكن ولأنّ عمره اثني عشرة ساعة. تمت مُشاهدة الهلال من قبل علماء الشريعة المراقبين منهم بحسب توقيت مكة المُكرمة، وتفاجأ علماء الفلك بذلك فهم يعلمون بأنّ ذلك مُستحيلٌ علمياً، وقد بيَّنا لكم ما سبب مشاهدة الهلال؛ وذلك لأنّ عمره كان أكثر مما يظنون نظراً لميلاده من قبل ميعاد الكسوف الشمسيّ فاجتمعت به وقد هو هلالاً أي من بعد بزوغ فجره، ولم أقل بأنّ ذلك سوف يكون سبب طلوع الشمس؛ بل ذلك شرط من شروط الساعة الكُبرى أن تدرك الشمس القمر ويحدث ذلك قبل طلوع الشمس من المغرب.

وأما سبب طلوع الشمس من المغرب فسوف يكون بسبب اقتراب أسفل الأراضين السبع وهو بما يسمونه الكوكب العاشر سوف يقترب من ناحية القُطب الشمالي ماراً بجانب الأرض وسوف يجعله الله سبباً في انعكاس دوران الأرض فتطلع الشمس من المغرب، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ وذلك في ليلة الظُهور والنصر الكبير. فلا تُجادلني فيما ليس لك به علم بالظنّ، إذ أنّ ( لربما ) ( أو ) ( النسبيّة ) فكلّ ذلك ظنٌّ والظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.

وأما بالنسبة لإنكارك بأنّ مركز الجاذبيّة الأرضية ليست في الأرض وتقول بأنه قد أثبت العلم أنها في الشمس، فإذا كان كما تقول فلماذا طول يوم عطارد 176 يوماً أرضياً؟ أليس بالأحرى أن يكون دورانه حول نفسه سريعاً نظراً لقُربه من مركز الجاذبيّة؟ ولا أريد أن أجادلك بعلم النسبيّة بل أقول: بأنّ الأرض مركز الجاذبيّة الكونيّة يا هذا، ولولا أنّ الله يمسك السماوات بأسباب كونيّة لوقعت على الأرض تجاه مركز الجاذبيّة الكونيّة وهي أرضنا التي نعيش عليها وهي الكوكب الرتق المُستقر الجامع للكون ومنه كانت البداية وإليه النهاية. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤].

فمنه كانت البداية وإليه النهاية، وإذا تهيأت للانفجار تدور حول نفسها بسرعة خياليّة فترى السماء تمور موراً بما فيها من الكواكب والنجوم تشرق وتغيب بسرعة خياليّة وذلك بسبب سُرعة دوران الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً(10)} صدق الله العظيم [الطور].

فيتبدل شكل الأرض إلى شكلٍ آخر ومن ثم تتناثر الكواكب نحو الأرض مركز الجاذبيّة، ونظراً للسرعة الخيالية للكوكب الأمّ فكُلما وقع عليها كوكبا تضغطهُ ضغطاً شديداً فتدكّ الكواكب إليها دكاً دكاً غير أنها لا تكون كرويّة بل لا ترى فيها عوجاً ولا أمْتا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [طه].

وتلك هي الأرض والكوكب الأمّ المقر الجامع الكونيّ تلتهم الكواكب والنجوم من بعد انفجارها الأعظم فتكون السماء بما فيها من الكواكب والنجوم واهيةً مُستسلمةً أمام قوة الأرض المغناطيسيّة الجبارة والتي تحولت إلى شيءٍ عظيم يتجاوز حدود الخيال فتتناثر الكواكب إليها أجمعين وكُلّ أرض بجبالها تُحمل إلى الأرض الأمّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [الحاقة:١٤].

ولكن إلى أين تُدك؟ طبعاً إلى الأرض الأمّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} صدق الله العظيم [الفجر:٢١]، فتصبح أرضاً واحدةً وكذلك السماء بما فيها من الكواكب والنجوم تطويها الكوكب الأمّ إليها فتعود السماء والأرض أرضاً واحدةً وهو بما يسمونه النجم النيتروني. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤]، فيعود الكون كوكباً واحداً كما كان قبل البداية قبل الانفجار الأعظم وأنتم تعلمون بأنّ السماء والأرض كانتا كوكباً واحداً ثم انفجر، وكذلك القرآن العظيم يقول ذلك ويدعو كفار اليوم إلى الإيمان بالقرآن وأنه حقاً تلَّقاه محمدٌ رسول الله من لدُن حكيمٍ عليمٍ خالقٍ خبيرٍ بصيرٍ، وما كان يدري محمدٌ رسول الله بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون كوكباً واحداً أرضاً واحدةً! ولم يُخاطب الله بهذه الآية كفار ذلك الزمن الذي بعث فيه رسول الله نظراً لأنهم لا يعلمون؛ بل يخاطب بهذه المُعجزة كُفار اليوم الذي قال الله عن عُلمائهم: {وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].

ولذلك نجد القرآن يدعوهم إلى الاعتراف بالحقّ قبل أن يُدمرهم الله تدميراً فتنفجر الأرض فيكون الناس كالجراد المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:٣٠].

فما خطبك يا (عبد ربه) تُجادلني بعلمٍ نسبيٍّ ينكره القرآن العظيم! وليست كل العلوم الفلكيّة صحيحة؛ بل منها ما أنزل الله به من سُلطان وما كان حقاً منها سوف نجده موافقاً لما جاء به القرآن العظيم؛ حديث ربّ العالمين، وما كان بالظنّ النسبيّ يحتمل الصح والخطأ فسوف نجده مُخالفاً لما جاء به القرآن العظيم.

وأنا لا أتّبع علوم البشر بل ما كان حقٌّ منها أُحِقّهُ بمنطق الحقّ القرآن العظيم مثلما أنكم تنطقون، وما كان غير صحيحٍ أُنكره وآتي بالحقّ بمنطق القرآن العظيم، وذلك حتى لا يقولون إنما درسَ علْمَنا الذي أحطنا به ثم يجادلنا به؛ بل يرون أني لا أتّبعهم في كثيرٍ من العلوم إلا ما كان حقٌّ منها فلا أقدّم بُرهانه من كُتيباتهم بل من كتاب ربّ العالمين، ثم أزيدهم علماً بما لم يكونوا يعلمون. فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟

فما خطبك يا (عبد ربه) لا توقن بكلام ربك؟ بل تُجادلني بعلمٍ قد رأيته خالف البيان الحقّ للقرآن، فإن كنت تراني أفسّر آيات القرآن من رأسي اجتهاداً مني فقد جعلتَ لك عليّ سُلطاناً، وإن كنت تراني أفسّرها بالقياس فقد جعلتَ لك علي سُلطاناً، وإن كنت تراني آتي بالتأويل لحديث الله من غير حديث الله فقد جعلتَ لك علي سُلطاناً، وإن كنت تراني آتي بالتأويل للقرآن من نفس القرآن فلا أحيد عنه قيد شعرةٍ فقد غلبتك بالحقّ إن كنت تريد الحقّ، وما بعد الحقّ إلا الضلال. ولم أرَك تُنكر آيةً واحدةً فتقول لقد أوّلتها خطأ فتأتي بتأويلٍ خير من تأويلي وأحسن تفسيراً؛ بل تُجادلني بحديثٍ قد خالف لما جاء في حديث الله، فهل يا أخي عبد ربه تراهم أعلم من الله! وقال تعالى:
{قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [البقرة:١٤٠].

وقال تعالى:
{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٥٥].

وأما بالنسبة لإنكارك موت ابن مريم فأنا أقول :
إن موته كموت أصحاب الكهف وروحه في السماء، ولذلك قال الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الكهف:١٩].

والنوم موت يا عبد ربه؛ بل هو الموت الأصغر، فما بالك بنوم السبات العميق الذي يجعل العين مفتوحة فتحسبهم أيقاظاً وهم رقودٌ؟ وإنما التوفّي لابن مريم كما توفّى الله أصحاب الكهف وكذلك النائمون يتوفى الله أرواحهم. وقال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى} صدق الله العظيم [الزمر:٤٢].

وهذا هو التوفّي المقصود لابن مريم وكذلك أصحاب الكهف يا عبد ربه، فلا تصدّ عن الحقّ يا أخي عبد ربه فيكون آثمٌ قلبُك، فأنت بهذا تصدّ عن الحقّ صدوداً وقد يظنّ الذين لا يعلمون بأنه حين تعرض الصور بأنك قد أتيت بالبراهين وأنت لم تُقدم بُرهاناً واحداً، وكل ذلك بالظنّ ليس إلا.

ثم أني لم أرَك تذكر الكوكب العاشر
(نيبيروا) أسفل الأراضين السبع في القرآن العظيم وهو كوكب سجيل، فهل تعلم بأنّ الله سوف يظهرني به على العالمين في ليلةٍ وهم من الصاغرين؟ بل ذلك الكوكب هو الذي سوف يتسبب في انعكاس دوران الأرض فيرى الناس الشمس تطلع من مغربها! والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. أليس الصُبح بقريب؟ وقد تظنّ بأنك لم تنكر القرآن بل أنكرته يا عبد ربه، فاستغفر ربك أو ائْتِ بالبيان الحقّ للقرآن خير من بيان الإمام الهادي إلى الصراط____المُستقيم.

أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________